عليك السلام أيها الصديق الشغوف افتقدتك كثيراً لم أراك تضخّ الحياة فيّ كما اعتدت، لم تعد تشعرني بأن هذا الأمر يسعدني، وهذا المكان يروق لي، وهذا الحديث يربكني، وربما يقتلني، لم أعد أفرّق بين سعادتي وحزني دونك، وكذلك الموت والحياة، لم أرى فيهما الفرق مذ أن تركتني، ما ليَ لم أعد أشعر بطعم أيّ شيء؟ ويؤسفني حقاً أيضا أنني لم أعد أشعر بك؟ ما الذي رأيته مني لتتركني؟ هل أذيتك؟ أم أن الطعنات التي أصابتني اخترقتك؟ أم أنني ضربتك دون انتباهٍ فتألمت؟ هل الهموم خاصتي تراكمت عليك؟ رأيتك بالأمس وحيداً، شاحباً، هشّاً، يطغى على عينيك الاحمرار، وغابت تلك البسمة عن مُحيّاك، وكان صوت نبضاتك يتلاشى شيئاً فشيئاً، وصوت أنفاسك كأنما يطلب النجدة أو ربما الرحمة ولو قليلاً فكّرت مطوّلاً بما رأيت، وراودني السؤال حينها، هل أنا أوصلتك إلى هنا؟ أنا السبب بحالتك هذه؟ اتخذت عهداً أن أحافظ عليك، وأن أبقيك نقيّاً، طاهراً صافياً، ولكن الظرف كسر عهدي، آسف حقاً، لم أجد طريقة لائقة لاعتذاري، ولا أدري هل ستقبل ذاك الاعتذار أم ستصفعني به؟ وإن صفعتني فأنت على حق، لأن ذنبي لم يكن سهلاً أبداً، هدمتك وأمتّ ما بك من حياة، لكن أرجوك التمس لي عذراً، فالأمر قد أطاح بي، بل أعجزني وأشَلّني، فقط سامحني والتمس لي العذر. مني أنا صديقك الذي يحبك دائماً....إليك ياصديقي الذي تدعى(القلب).