الظل__!!

                   
...، مليء بالندوب والخطايا ، مكسور القلب وجريح الخاطر يمشي بثقل وتردد ... فجأة وقف ونظر للخلف كمن ينوي العودة...حتما هناك شيء داخله يشده للرجوع....العودة لتلك الدقائق لتلك اللحظات الراحلة ... وقف لربع ساعة ثم استدار واكمل طريقه ...لم يعد للخلف رغم أنه لم يرحل بعد بكامل رغبته... بعد سبعة عشر خطوة وصل للمحطة ،وقف ثم أستدار ...لتأتي الحافلة بعد خمس دقائق تماما...حضر باكرا كي لا تفوته ، نظرة مرة أخرى للخلف وهو يسير وسط الجموع ليتسلق ... شغر ذلك المقعد جانب النافذة ...و مرة أخرى نظر للخلف ...كان المطر ينزل على النافذة مشكلا خطوطا طويله تحجب الرؤية ظل يمعن النظر لكن الحافلة تبتعد شيئا فشيئا ... أستقام في جلسته وهو يغمض عينيه ويتكئ على المقعد أخرج نفسا عميقا ...كمن يطرد ركاما في صدره ...فتح عينيه و نظر بعيدا..
ظل يشعر بالفراغ من حوله ... كل شيء حوله يشعره بالنقص والفراغ ...لدقائق سارت الحافلة ومالبثت أن توقفت كان المقعد بجانبه فارغا ...فالحافلة لم تكن مكتظة فقط بعض الأشخاص متناثرين في جوفها ...توقفت عند المحطة وكانت المحطة الأولى له في رحلته هذه
...أصطف الأشخاص الذين كانو في المحطة ليعتلوا الحافلة وكان بين الجموع إمرأة في منتصف عقدها الثاني تخطو بتردد هي الأخرى لكن لم تك تنظر للخلف ،لم تنظر ولو مرة ...ظلت تحدق أمامها حتى وهي تصعد الحافلة حين سقط الشال من على كتفها لم تتوقف لأجله بل تركته وصعدت بنظرة واثقة ...ما إن لمحت المقعد الفارغ حتى اتجهت نحوه لتستقر في أعماقه لكن سبقتها تلك الأربعينية التي تتربع بأمان في المقعد الآن ...خطت خطوات للأمام ثم اخذت مكانها وهي تتسمر بذلك العمود ...نظرت من زجاج النافذة كانت قطرات المطر تسقط على النافذة كجثث قتلى يسقطون تباعا في إحدى المعارك... ....😟

تم عمل هذا الموقع بواسطة