...، مليء بالندوب والخطايا ، مكسور القلب وجريح الخاطر يمشي بثقل وتردد ... فجأة وقف ونظر للخلف كمن ينوي العودة...حتما هناك شيء داخله يشده للرجوع....العود
ظل يشعر بالفراغ من حوله ... كل شيء حوله يشعره بالنقص والفراغ ...لدقائق سارت الحافلة ومالبثت أن توقفت كان المقعد بجانبه فارغا ...فالحافلة لم تكن مكتظة فقط بعض الأشخاص متناثرين في جوفها ...توقفت عند المحطة وكانت المحطة الأولى له في رحلته هذه
...أصطف الأشخاص الذين كانو في المحطة ليعتلوا الحافلة وكان بين الجموع إمرأة في منتصف عقدها الثاني تخطو بتردد هي الأخرى لكن لم تك تنظر للخلف ،لم تنظر ولو مرة ...ظلت تحدق أمامها حتى وهي تصعد الحافلة حين سقط الشال من على كتفها لم تتوقف لأجله بل تركته وصعدت بنظرة واثقة ...ما إن لمحت المقعد الفارغ حتى اتجهت نحوه لتستقر في أعماقه لكن سبقتها تلك الأربعينية التي تتربع بأمان في المقعد الآن ...خطت خطوات للأمام ثم اخذت مكانها وهي تتسمر بذلك العمود ...نظرت من زجاج النافذة كانت قطرات المطر تسقط على النافذة كجثث قتلى يسقطون تباعا في إحدى المعارك... ....😟