أنتمي لمكتبةٍ مهجورة كانَ على أحدِ رُفوفها كتابي المفضل،الى ضحكةِ أبي وَعيناه اللتان تلمعان فخراً بي، إلى السوادِ المعشعشْ تحت عينيّ أمي أثرَ السهرِ على سبيلِ شفائي، إلى السطورِ التي تكتبُ بحبٍ والكلماتُ النابعةُ منْ القلبِ.
أنتمي إلى البحرِ وَضوءِ القمرِ الذي يسمعُ أنينَ صوتي في ليلةٍ كادتْ أن تكونِ الأخيرة.
أنتمي إلى الحبر الذي لطخَ نصوصي لِيرسمْ لوحةً ممزوجةً منْ جميعِ الألوان لِتُكّوِن ابتسامةً على وجهِ ذلكَ العجوز.
إلى وطنٍ ليسَ لهُ حدود ، الى الوردِ الذي خبئتهُ في رسائلٍ كانتْ نهايتُها أن تمتلئ بِامطارٍ تصبُ من كلتي عينيّ.
أنتمي إلى صوتِ ذلكَ القارئ ؛صوتهُ كانَ بمثابةِ حقنةٍ مخدرةٍ لأغفو وَأنا كلي يقين بأن غداً اجمل.
إلى تلكَ الرجفةُ التي حدثتني عنْها أمي حينَ تلقتْ خبرَ وفاةِ والدها
إلى الدعاءِ لرفعِ القدرْ ،الى شهادةِ الطبِ، ورائحةُ الترابِ بعد الامطار ، وَصوتي حينَ سأصرخُ فرحًا على تحقيقِ ما كنتُ أحلمُ بِتحقيقهِ.
أنتمي إلى الورقِ ، الكتب وَكلُ ما يبعثُ الهدوءَ في نفسي، أنتمي إلى نشيدِ موطني، وعلم ُ بلادي ،وإلى العصفورِ الذي أستيقظُ كلَ صباحٍ على ألحانِ الناي التي تُصدِرها حنجرتهٌ الماسيهُ، إلى اللونِ الأسودِ الذي يظهرُ عندما أُغلقُ عينيّ، الى عقاربِ الساعةِ وَالساعة الثانيةَ عشرةَ الأ أنا، أنتمي إلى النجوم التي تزينُ سماءَ أحلامي، وَضحكتي التي لا تزول عنْ شفتاي وَالتفاصيلِ التي كادتْ أنْ تقتلني.
أنتمي إلى ذلكَ العالم،العالم الذي أخبرتني عنهُ جدتي عالمٌ سمائهُ تحلقُ بِها طيورُ الخيرِ والقوبُ صافيةٌ خاليةٌ منْ الحسدِ
أنتمي لِعكازِ جدي وَالتجاعيدِ في وجهِ أبي، أنتمي لِذلكَ المرضِ الذي لا دواءَ لهُ،
أنتمي إلى الحربِ العالميةِ التي تدورُ في عقلي
وَالمجزرة التي داخلَ قلبي ، أنتمي لِذلكَ الوريدِ الذي هوَ اقربُ لِقلبي،
أنتمي إلى كلِ ما جُبِلَ منْ ماءِ الاملِ، أو بِالأحرى أنتمي إلى الاملِ نفسه، .
انتمي إلى الاختلافِ بحدِ ذاتهِ
انتمي إلى نفسي
انتمي إلى مريم
