رقصٌ تحت المطر

من أين تودُ أن نبدأ حديثنا!

ألن تهديني بوصلةً ترشدني إليك في ليالِ الجفاء هذه وأيام أحزاني وساعاتي المتوقفة من ذاك الوقت إلى يومنا هذا!

أمَسَّكَ خطبٌ من شأنهِ أن ينفيني إلى خارج حدود وطنك!

من نحن دوننا وما شأن الحياة بنا!

وعلامَ نفتعل هذه الحماقات كلها

كفَّ عن التحديق بي أخاف عليك أن تغرق وألا تمدَ يدك إلي لأنقذك

كل الالحان تعزّيني بك كلها تقيمُ المراسم التي لا اجرؤُ حقاً على اتمامها... تحدث... قل شيئاً... كلمةً... أغنيةً.. لحناً.... أو حتى بيت شعرٍ يتيمٍ مما تحفظ....

ألا يا كُل هزائمي!

ألن تبتسم لأجلي ابتسامة تأكلُ قلبي كعادتها كل الوجوه تضحك بشفتيها إلاك وحدك الذي كنت تبتسم لي من خلال عينيك وتشعرني أنني معجزة، ألن أحظى بإبتسامة أخيرة أود أن أخرج من هذه المعركة بنفسي على الأقل!

كنت أشعر وأنا أنظر إليه أنني أتفكك.... أترك بعضي منساباً على الارض وبعضي الآخر متصاعداً إلى الجو وما تبقى مني جاثمٌ على ركبتيه يبكي بعد أن أدرك أنه قد تجزأ... أُطالعني أتحسس يداي ووجهي ندوبٌ صغيرةٌ لا أكثر لكن صدري يبدو فارغاً تماماً نسيت أنني أجريت عملية استئصال لعضلة قلبي بعد أن أُصيبت بمرض خبيثٍ "يشبهُ الرجل الذي أحببته" أضع أحمر الشفاهِ ذو اللون الصارخِ الذي كان قد نهاني عنهُ سابقاً بدافع الغيرة... أضعه بِحُريةٍ كاملة أدمجهُ مع دمعةٍ متنمرةٍ على قوتي من مجرى الحنين الذي يسكنني.... أربعةُ أعوامٍ ولا زال المشهد يتكرر أمامي... حين أغفو... حينَ أذهب إلى عملي... حين أُراجع طبيبي النفسي... وحتى في الثانيةِ ظهراً حين تكبرُ أشغالي وتكبر أنت داخلي!

وأطالعك وتطالعني وأسترجع الموقف الاخير ونظرتك واشتمك وأبكي وأضرب رأسي بالحائط وألعن قلبي فأركض كالمجنانين إلى دواء الربو بعد أن أصابني هذا المرضُ مؤخراً وأستذكر كيف يمكن للانسان أن يقفَ أمام أشدِ نقاط قوته يوماً ليكون هزيمته الأبدية!

لقد كنت خسارتي... لعنتي... وقلبي الذي أكرهه ولا أكف عن حبهِ أبداً!

أما عُزفت ألحاني عليك بعد فراقنا وهان عليك كل الذي لا يجبُ أن يهون وتركتني وتركتنا حيرى نطالعُ الفراغَ بشغفٍ علّهُ ينجبُ ابناً باراً بحبنا!

أرتدي اليوم فستاني الأحمر الذي كنت أرتديه في لقائنا الأول كنت أقف على مقربةٍ منك مع صديقاتي أذكر جيداً التوقيت ونوع ساعةِ يدك ولون قميصك ونظارتك التي أملتها بزاوية معينة لتطالعني عن كثب لتلفت انتباه قلبي...

أتذكرك كثيراً وأتذكرنا حين كنا وأرتدي فستاني هذا من يومٍ لآخر علَّ الصدفة تعيد نفسها وألتقيك وتحبني بنفس الشغف لأتركك ليومين ثم أعود إليك بعد أن أشقاكَ الحنين... ثم نلتقي كلينا إلى الأبد...

لقد لعنتك في أول كتابٍ لي نفيت حبك من سمائي وودأتهُ في أرضي لم أعلم أن شتاء عيني سيكون شديداً لينبتك في كتاب الثاني وأعود إليك كما يعود الأطفال إلى امهاتهم!

كلما تناسيت أنني قد بلغت من العمر ما يكفي لأترك روح الطفولة... كلما تذكرت أنني بتُ أُماً لطفلين... وأنني تزوجت وتطلقت... وأنني أعيش مع رجلٍ آخر لا يعنيني بينما أنت في منفى روحي تناولتُ حبتين من المهدأ لأتناسى ما حدث ونفضت رأسي علّ أفكاري العفنةِ هذه تتركني وشأني وتأخذني من عالم رأسي إلى واقعي.. إني أعيش في عالم وهمي وحقيقة افتراضية بينما واقعيتي منفيةٌ خارجَ حدودِ مكانٍ لا يحمل رائحة عطرك التي أُحب وبقايا سجائرك التي تتراقص بدخانها مع وقعِ موسيقاي المفضلة بينما أنت تنظر إلي وتبتسم بعينيك فأتهاوى من فرط فرحتي لأجدني حبيسةَ كرسي متحرك!

أتراني!

أترانا كيف أمسينا!

أريج محمد أبو فردة

٢٠سنة /الأردن

رقصٌ تحت المطر 💙

تم عمل هذا الموقع بواسطة