سعادة زائدة ....


فيما مضى ..يالها من ليلةٍ لا تتوقف عن النحيب ، قالوا : أغلق بابك وأرِح رأسك، فالجثثُ تتراكم في حياتنا، طقوس رتيبة وأنا فتاة تكره الرتابةأحاول جاهدة التخلص منه ولا فكاك ،كمن سقط في فخ لصيد الغزلان علقت مرغمة،
أتدرون الآن ! كم علي أن أحمل من المناديل لتجفيف الدمع المنهمر من العيون ! ولا نجاة من نشرات الأخبار المروعة التي تحمل المزيد من نعوات القتلى، أب يقتل طفله الرضيع وحجّته لا يملك المال لأن زوجته أفلسته،
وكأمّ أنا لا أملك إلا أن أدعو الله أن يغرق أكمل نهاري وأنا أشتم قلوباً من حجر،
وتخبرني صديقتي إنّ الأعمى قد يكون فاسداً وليس لنصي أن يتسلل إلى روحه فيغدو نورانياً ، كدت أصاب بالعمى وأنا أقرأ ، أبٌ كفيف يغتصب طفلته في غياب الأم ، لا تقولوا لمَ أمها غائبة، فهي تعيل معه العائلة في دكان صغير، لم يخطر لها يوماً أن مصدر أمان البيت هو نفسه المجرم الذي تخاف على عائلتها منه ، يعود طلباً للراحة وفي نيته ذبح طفولة ابنته وتدمير حياتها ..وهنالك امرأة أخرى تحتضن صفيرها تقبله ألف قبلة وترفض التخلي عنه ويأخذ من حضنها عنوةً لتطبق قوانين أهل الأرض.
اللعنة! مالذي يجري؟
هدير الرصاص لا يتوقف، والسلاح يُحمل في عرس والجاني أحمق ، لم يمُت الناس عبثاً، وكيف نلوم من يطلقه باسم الكراهية؟ كيف نجرؤ وليس لنا الحق في ذلك، علينا أن نرى الرصاص يطير في سمائنا ويخترق صدورنا دون أن نصدر صوتاً! رائحة الدم تسلّلت إلى آذار، والربيع لا يتوقف عن البكاء، ولا ربيع يخصّنا ما دام الخريف في أرواحنا، أفرّ إلى فيلم من عقد الثمانينات حيث كان العالم أجمل كما كنت أظن، كصغيرة لا تفقه شيء هنا كنت غارقة بالشفقة ، أي حال قد تعيشه النساء ، كم من إمرآة مذبوحة بالفقر والعجز والظلم، كم من إمرآة تقف على منصة الإعدام وإن لم تعدم كم من إمرآة سلبت هداة ليلها وراحة الجسد لعدم القدرة على صد سموم الطعن بالشرف، الطفولة مغتالة تقتل الفتيات ولا عقاب، يحدثونك عن الأوطان ولا ملجأ فهذا العالم ضيق ، والحب فكرة ضلت سبيلها مذ ضاع زمن الحمام الزاجل
أما بعد: فأن ما ذهبت إليه كان راحتي وخلودي وهروبي من بشاعة بني جنسي ذو الأقنعة الحربائية أما قبل: فلا عزاء لكم بالوحشية التي أثقلت كاهلي وقلبي هربت مسممة بجرعة ترياق سعادة زائدة.

تم عمل هذا الموقع بواسطة