غَادرني

غَادرني لِأُلَمْلِمْ شَتاتَ رُوحي
قِفْ بَعيداً أَوْ عَلى هَامِشِ الزَّمنِ فَلْتمضي
وَاصْطحِبْ مَعَكَ بَريقُ مُقلَتيكَ فإنَهُ حَتى
في مُنْتَصَفِ الَّظلام لا يَنجلي
قُلتْ غَادرني اُخْرُجْ مِني كَفاكَ جُلوسَاً داخِلَ ذاكِرَتي
مُتَرَبِعاً وَسْطَ فُؤادي بالمسِّ أَصبْتَ رُوحي
تَخْتَرِقُ الْحُدودَ الخاصَةَ بِذاتي وَتَتَمرَّد عَلَى قَلْبي
إِنَّ نَفْسي تُنازِعني إِلَيْكَ شوقاً
وَ تَهُزُ كَيَاني توقاناً لرؤيةِ مُقلتيكَ
بِتُ مُضطَرِمَ الضُّلوعِ حَتَى اهْتاجَني الشَّوقُ حَفزني واسْتَفَزَني
وَبِتُ لَيْلي أَسْتَذْكِرُ حُرَوفَكَ أَعْصِرُ ذَاكِرَتي وأَسْتَجْمِعُ
بَقَايا القُصاصاتِ لِصُورٍ يُخَيَّلُ لي أَنْها تَحوي
مَلامِحَ وَجْهِكَ وَ شَيْئاً مِنْ خُطوطِ أَنامِلك
أَسْقَمَني طُولُ الفِراقِ وَبَاتَ وَجْهي شَاحِبَاً تَكسوهُ النُّدوب
أُعَاني شَيْئاً مِنَ اللَّوْعة وَ الكَثيرُ مِنَ التَّوقانِ إِليكَ
حَتى مَلامِحي بَاتَتْ كَوَجهِ الثَّكلاءِ فَاقِدَةً للبَهجةِ
فِكْرِي شَارِدٌ يَأْبَى الخُضوعَ للواقِعْ
فِي عَالَمِ الخَيالِ أَنَا وَحَيْثُ مَلامِحُ وَجْهِكَ صَوْتُ حُروفِكَ وَ صَهْصَهَةُ ضِحكاتكَ أَتَواجَد.....
أَمْكُثُ مُتَمَسِكَاً لَطالما لُقياكَ وَ
التَّمعُن بِبريقِ عَيْنَيْكَ فِيه......
 أَتَساءَلُ هَل لَنا بِلقاءٍ عَلَى هَامِشِ الزَّمَن في النِّصفِ الْأَولِ مِنْ ثَوَاني السَّاعاتِ اللَّعينةِ أَوْ بِجانِبِ الطَّريقِ أَخْتَلِسُ النَّظرَ إِليْكَ وَأَمْضي فِي طَريقي تَائِهاً مِنْ جَديد 🖤

تم عمل هذا الموقع بواسطة