في زحمةِ غُربتِي أحببتُها ، كانَ اليأسُ يمنعنِي و الجرحُ يمنعُها ،
حبيبان نحن وُلدنا من أعماقِ الغياب لتتوّحد أيادينَا ، غرقنَا بينَ الحضورِ و الغياب ، حبيبان نحن و فينَا تجري المنايا و الأحلام ؛نشتاقُ و قد شاق الشوقُ منا
أراها بين الغيومِ بينَ العالمين و في كلّ مكان .
كيفَ ألقاها؟ فأنَا رجلٌ عاجزٌ عن فعلِ شيء ؛ و ليس بيدي حيلة ، ليلتي شتويّةٌ ؛ باردةٌ ؛ هادئة لا صوتَ و لا صدى فيها ، لاشيءَ في غرفتِي سوى نسمةُ هواءٍ تدخل من ثقبِ نافذتي لِتُشعِل نيرانِي و تجعلني أحنّ أكثر إليهَا ، اليوم أتمنى ألّا أموت من حنيني ، فالوقت لا يمضي و الصبح لا يودّ أن يأتي ، يمرّ عمري و تمضي أيّامي و لا أحد في بالي سواهَا ، أريدُ أن أهرب من أرض ليسَت فيهَا فلا حياةَ و لا بسمة دونها ،
أتمنّى لقياها لأعانقها عناقاً سرمدياً لعلّ نيران أشواقي تنطفئ.