لاتكن منهم


ليتنا لا نعلق حبال  الأمل فيهم ولا نتشبث بِكُل من أضحكنا يوماً لـِنقل له في أول لقاء "أرجوك لاتكن قاسياً غليظ القلب" حتى لآ أنفض من حولك ، فلتكن من أولئك اصحاب القلوب الرحيمة ليتلطف بِك رب القلوب ،  لا تصب الحزن في قلبي ولا تكن من أولئك الذين توعدهم الله "فويل لـ القاسية قلوبهم " ، فلتكن لباس الدفئ والعافية ولتكن لي حُضن اللجوء من الدنيآ ودنائتها ، ان اجثو بركبتي الضعيفتين على أرض قاسية ، سأفضل السقوط بجانبك او حتى بين يديك على السقوط في أرضٍ شديدة الصلابة ، أن يأتي ذلك اليوم الذي انتظر فيه التقاء النهار والليل مرتين ؛ لأدعو عليك وعلى امثالك وحتى ان جاء منتصف الليل حتى بكيتكَ بكل ما أوتيتُ من ضعف وأطلب من الله ان يُرجعكَ لي كما كنتَ في اول الطريق او ان يخرجك مع دموعي ، أن أرتدي أقنعة القوة والصلابة الملونة وبداخلي باهتٌ من شدة الوجع أصبح بالياً ومهترئ ، سألعنك وسأتمنى لو أنني مِت عندما توقف قلبي في احدى المرتين ، لكيٓ لا اعيش ما عيشتني اياه من جبروت واستبدادٍ لـقلبي الذي وقع أسيراً في شِباك ظُلمك ، سأتذكر كيف كنت أطيل النظر في صورتك وأتحدث اليها مِراراً وتكراراً وكيف ينساب قناع الهُيام المزيف من على وجهك ويتكشف وجهك الحقيقي الذي جعل كبريائي كـالطفل الصغير يبكـي وكأنه أضاع دميته حتى يغطُ في سُبات من الذكريات الموجعة التي تزداد ارتداداً على مخيلتي كلما زارتني دموعي ، لآ اريد ان اهرب منك وانت تركض في مخيلتي .

أريد ان احدث الله عنك واشكره عليك ألفاً وان استحي طلبَ شيئاً اخر فقد بلغتُ من الحب عِتيا ، إبقَ بعيداً عن الظُلم فمن انتصر بعد ظلمه فما عليه من سبيل وهو ظالمٌ لنفسه.

﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾ [إبراهيم: 42].




تم عمل هذا الموقع بواسطة