أشعلت أنوار غرفتي بعد تلك الأصوات التي صدعت في منزلنا الريفي، وددت الخروج من غرفتي لكن تلك الأصوات أرغمتني على البقاء في غرفتي ،والاكتفاء بدموع الخوف التي تسابقت في الخروج من عيني ، خانتني قدماي مجددا ،فها أنا أسيرة الكرسي الرمادي منذ ذلك اليوم ، ذلك الكرسي من أبعدني عن أبسط شيء التي يمكن لطفل القيام به ، حتى حينما نادى أستاذي بإسمي يوم تخريجنا لم يكن لي حتى الصعود على خشبة المسرح كباقي الأصدقاء ، كل ما حدث لي ولازال يحدث لي سببه نيران حرب ،كنت أنا ضحيته ،يومها كنت أنا كدرع لأمي وقفت كالجبل أمامها كي أحميها وها أنا أراها كالبركان تحرق كل حواجز الدنيا لأجلي ، أراها نادرة الوجود لا أجد شبيها لها ،خرجت من دوامة التفكير تلك بعد أن عاودت سماع تلك الأصوات ، وإذ بي أسابق خوفي لأول مرة بعد تلك الحادثة ،سار بي ذلك الكرسي،وفجأة أشعلت الأنوار ،كنت قد نسيت يوم مولدي حتى لأرى أمي تحتفل به، وهي تمسك آلة تشبه الأقدام أتت بها لأجلي كي أتمكن من المسير مجددا وبعد عدة أيام قد أستطعت السير مجددا وقد كان ذلك اليوم يوم مولدي الجديد وقد أكنت أعجب في بداية الأمر كيف لأمي أن تتمكن من شراء تلك الآلة كما أسميتها أنا، لأعلم في النهاية أن أمي قد ضحت بإحدى كليتيها لأجلي ، لم أستغرب من ذلك فتلك هي أمي لا أحد مثلها.