معضلة النسيان .

لماذا 

لماذا لا أستطيع تخطي أحدهم وهو أمر ليس بجلل ، كل ما علي فعله هو النسيان ، النسيان فقط ، تلك الوصفة السحرية التي أشرب قلبي كل حرف من حروفها ، إلا أنها معطلة وغير قادرة على التعامل مع مشاعري وإعطاء حد لتماديها ، أيعقل أن التعلق قاتل كما أخبرني أحدهم ؟!! يستحيل أن يكون هذا الهراء الذي يفتت عقلي صحيحا ؟؟ حاولت الابتعاد ، هربت من الجميع وحتى من نفسي ، وددت لو أن أنزع هذا القلب اللعين من بين قضبان صدري وألقي به في مكان سحيق ، أغمض عيني كي لا أراك فيراك قلبي ، اللعنة عليك كيف جعلت قلبي يتواطؤ معك ضدي ، في ليلة من الليالي أقمت محرقة جماعية لمشاعري ، تلك المشاعر التي وكأنها خلقت لك وحدك ألقيتها جميعا في محرقة الغضب التي اشتعلت في روحي وأغمضت عيني وانا وحدي فخور بهذا الإنجاز لأجد في الصباح أن النار كانت بردا وسلاما عليها ، يا إلهي ماذا أفعل ؟؟ لقد كانت دموعي كفيلة بأن تغسل قلوب أهل الأرض كافة ، لقد أصابني الوهن واشتعلت الروح شيبا ، شاخت وهي لا تزال في ريعان الشباب ، ألتزم الهدوء أمام من يراني ، لعل هذا الهدوء يخفي الحرب الدامية المشتعلة داخلي التي فشلت معها كل مفاوضات السلام ، بين قلبي سيد العواطف وينبوع المشاعر وعقلي سيد المنطق وينبوع الصواب ، مع كل شهقة وزفرة تموت مئات الكلمات آلاف الأحرف التي هربت من معتقل الصمت تريد أن تصرخ بكل وجع العالم أن لا طاقة لي على احتمال المزيد ، وأنا ؟ أنا ماذا ؟ أقف محايدا لا أجرؤ على فعل أي شيء ، آثار الرماد وبقايا من تلك المشاعر قد رسمت حول عيني كقطع الليل المظلم حالكة السواد ، ربما كان نداء استغاثة من داخلي لأي أحد كي يوقف الملحمة التي ما حدثت يوما إلا في داخلي ، لكن ، لا أحد سيجرؤ على احتواء كل ذلك الخراب الذي حدث ، لا أحد سيعيد بناء ما تبقى مني ، لا ، الفكرة ترعبني ، لا أريد أحد ، لقد اكتفيت من الجميع وحتى من نفسي ، كلكم مرض معدي ، سرطان الإدمان لن أجعله يعود مهما كلف الأمر ، سأعود إلى نفسي ، سأحافظ على ما تبقى مني ، سأصنع من اللاوجود وجودا داخل قلبي ، فقط ارحلوا ، سأعلن استسلامي لنفسي ، السلام يا قلبي ، السلام يا عقلي ، السلام .