يا من تخجل من البكاء ...
إبكي ثم إبكي ثم إبكي ....
إبكي حتى تطوف عيناك على بحر دموعك منارة ...
منارة تشع بالألم والأمل ...
إبكي ولا تخجل فحتى الحيونات التي لا تدرك ولا بأحشاء رأسها كارثة" العقل" تبكي،
فمن أنت حتى لا تبكي !!!
وأنت أحق الخلق بالبكاء ...فأنت من يدرك الحياه ويشعر بها ويتذوق مرارها ...أنت ربان سفينتها أنت قائد رحلتها...
ولما لا تبكي ؟...
إبكي وإسقي سنابل عيناك ليظهر بريقها ....كفاها حدادا
إبكي فالبكاء نعمة ..راحة و دواء....مضاد وبروتين ... فكل الأجساد تحتاج إبرة معذية لكل الأوردة في أفضل حالها .. وكيف الذي بأمس الحاجة إليها ...ولما تلتمسها بخجل ...
وثم أقول لك إبكي... فالبكاء شكوى وأبلغ تعبير لذاتك ... أنت حزين ...بدموعك ... ثقلت عليك الهموم ..ودموعك تشهد ... أنت مشتاقا ... بدموعك .
إبكي فالدموع ألف لغة وكلمة ... إشارة وعبرة ..مشفرة لن يفهمها سواك ... وسوا القليل ممن قد يشعر بك ...
لما لا تبكي وأنت الأحق بالبكاء ...
كيف تستطيع أن لا تبكي وأنت في التفكر بالبكاء تبكي لانك لا تريد البكاء ... وكيف لا تبكي أخبرني ؟
فمن منا لا يصرخ !
البكاء صرخات ملمسها ناعما كأثني من جمالها نظن أنها سعيدة لا تعرف سوا السعادة ولا تعلم معنى الألم
وهيي التي كلما إزاد ألمها إزداد حبها ...أعلمت لما تحبك أنت لا أحد غيرك ....من عظم ما أوجعتها ...فرفقا بقلبها....بقلبا عشق هواك ....
لا تنسى أن لا تكابر على نفسك وتأسر دموعك...فك أسرها من جبروتك وإطلقها نهرا عذبا على شرفتك ...
أعظم الرجال في عصرنا بثقة أنا وبكيت ...
فمن أنت حتى لا تبكي ...؟
"التراب جف وفارق الحياه بعد أن جفت دموعه فتصخر فلا تعناد ومشاعرك تتحجر"...
أرجوك إبكي فأكرم الخلق محمدا بكى ومن أنت لكي لا تبكي ؟
ليس عيبا ولا ينقص من كبريائك ذرة بل من ذوق الكبرياء أن تبكي ...
الدموع ليست فقط لخدمة العينين بقدر ما هيي خادمتا لمشاعرك فستغل خدمتها ...