" مرافعات "
بقلم : دينا تركيه - فلسطين


أقمت محكمةً لذاتي
أنا البريء و المتهم
ناديت أي يا أنا
أنت متهمةٌ بالهوى
كيف لا و قلبك غائبٌ
من خمرات ما يُدّعى
أقمتِ مذبحةً لمشاعري
فأصبحت بلا وعيٍ أمتشي
و أقولُ ما لا يبلي عليّ النهى
و أصرخ في غيابات الدُجى
من أنا؟! يا من لا أنا؟
أغائبٌ حاضرٌ أم تراك..
حيٌ ميتٌ في ذكره
أنت متهمةٌ بالانتحار
حاولت مراراً دعوتي
الى عالمٍ لا يُرَى
فأبيت دعوتك سيدي
فأنا ما زلت أنا
و رغم محاولاتك
سأستقيم و أمشي بخطىً واثقة
أيها القاضي تشابكت
أقوالي و أفعالي. فماذا
يا ترى؟!
أأصبحت شاخصةً على باب
قلبي، أم عقلي تبادل أمكنه..
رايةٌ على سقوف الحياة
رفعتها عالياً
وقلت: "حُبُك زلزل كياني
يا من لا بديل من حُبِه" ...
أصبحت ضائعاً في
مساحة شبرٍ بل أقل،
أصبحت روحٌ بلا جسد
آوي إليك لأرتكن
ثم سأكمل رحلتي
معك و اليك إلى الأبد...
يا أيها القاضي الكريم..
ماذا تراني أفتعل !
هل سآوي الى روحه
أم تراني وحيداً على
دروب أيام ستطويني
غريباً بعدما كنت وطن!
هل سأستفيق أم الفراق؟!
أنا ما عدت أبصر واقعي
أرى عيناه صوبي دائماً
تحثاني على الخطو نحوهُ !
أسمع صدى صوته الحنون
يصيح بس أنا هنا !
فأجري صوبه فالسراب
جعلني حطاماً خامداً !
ثم ها أنا هنا أستغيث
فمن أنا يا من لا انا
محكمةٌ ممتدةٌ للأزل
الى أن ألمس روحك الطاهرة
أنا .. أنا البريء و المتهم.



‏١‏ ·

تم عمل هذا الموقع بواسطة