هنا يلفي المغيب
ويشهد الشفق على ضجر الشمس
من الحملقة في أثر النهار على الشوارع والأزقة
هنا تُبتاع الحكايا الواعظات
بمنديل وقطرات ماء
يمسحن رأس الحطاب الشائب
مما تصبب على جبينه
من سنين..
يقول العجوز الحطاب بسخط
جالساً على حجر الرؤى..
أتسمع عويل الأرض يا فتى !
أترى وقع أقدام التمادي بالوضاعة !
هنا
لا أحدٌ يوقَ التماس الخطيئة
لا أحد
يلملم أعقاب ما اقترف
أو يشتم رائحة العواقب..
هنا..تموت مع الزكام المكارم
والحياء !
وتخون الخنصر البنصر
فارحل من هنا أنى استطعت
حيثما تجد النقاء
اغتسل وامكث على صفاء روحك
إنه لا يُشترى..
وتنتهي الجلسة
يلملم العجوز أيامه المعدودات
ويرفع الفأس الكهل
(ابن الشجرة العاق)
ويقول..
انظر إلى السهل الفسيح
وارمق شجرة السنديان
نؤول إليها كل مغيب
كصغار الطائر الجياع للبقاء
وللظلال..
يا إلهي كم إننا ناكرون
حتى هذه الجبارة فتكنا بها
من خاصرتها اقتطعنا الفؤوس
وبذات الفؤوس قطعناها..
ثم يحمل الابن العاق
ويمضي..
ويبقى السؤال مغمداً باليأس
يشحذ لقمة الضمير
كيف لا يتوب المرء عن ذنبه
والذنب شهد عليه الصبح والقمر
كيف..!!!