إنّي أُخفي الدّمع، وفي قلبي نيرانٌ تحرقني، ولهيبٌ أسمع صداه
ولا أراه، إلّا أنّي أسمعهُ بداخلي يتفتّت كلَّ ثانيةٍ
أيعقل؟
أسير وأتذكّر
أسمعُ صوتًا يقول لي: انهض ولا تُخفي دمعك، واذهب إلى مكانٍ لا ترى به أحدًا سوى ظلّك
واصدح واصرخ
أخرِج كلَّ ما فيك من أوجاعٍ، ولا تدع قلبك المُهيمن عليك، أنتَ ما زلت قويًّا، ولكن دون الآخرين، لا ترفع سقف توقعاتك بأن يقف بجانبك أحدٌ، أنتَ من تواجه نفسك وتتخطى العثرات، أنتَ بيدِكَ كلّ شيءٍ، ولكن عليك فقط أن تُخرج دمعك لتطفئ النيران التي بداخلك
لحظة انهمار أوّل قطرة دمعٍ من عينيك!
إنّي أخفي الدّمع وفي قلبي نيران، ما زال اللّهيب يحرق جَسديّ، ولا زلتُ أراكم دون رحمة، وأنا أهتف قائلًا: كفى!
لا أحد يسمعُني سوى نفسي
لا يكفيني ارتياحٌ بعد الدّمع، وانخمادٌ للهيبي؛ لأنّني سأبتسم وكأنّ شيئًا لم يكن.
لن أُفصح بما أحسست بِهِ، وليبقى الحريق يسكن جوفي، مُبعثرًا بآثاره جسدي، كأنه عارٌ لا ينمحي
كل الدّمع يُمسح، وأنا أَذبل كوردةٍ أهملها بعضهم دون سقاية... تُنسى كأنها لم تكن.
ما زلت أخفي الدّمع....
تمارا إبراهيم قنديل / الأردن