اكمداد(4)

ها أنا أعود إليكم بدندنة حروفي وأنا أعزف لحن معاناتي على ذلك العود شبيه سيمفونية الترح

هل أنا درن العائلة؟

أما زلتم تعتقدون أنني وباء؟

ومع هذا كله لم يمسسني الذهول ولا الخوف برهة ثقيلة إلا عندما حاولوا

أنا استبداد الظلم على نفسي عندما

تعالت أصواتهم وقالوا :لاتتكلم لأنك ابن غزة

وأمام أنظارهم جميعًا أخرجت هويتي، وقذفتها بعيدًا، لكنها لم تتخلى عني لأنني ابن القضية وهي برهاني وحجتي الدائمة فقد ذهبت محلقة إلى جبين خليلي وقد ابتسم الناس أجمعين وظنوا أن وراء هذه الإبتسامة البلورية الشبابية فرح لا يسطو عليه الترح وأتباعه من الحطام، والفتات، والمرض النفسيّ

لكنهم لا يعلمون أنني أغرق في بحر الأسى عندما اعترف قلمي وقال:قهوةٌ بالأسى

كم أتمنى أنني لم استيقظ على هتافات جدي الأورجوازية ومن ثم علقت قلادة مصرعي الخفية على قصاصات مدون عليها

المنزل لمن يريد شرائه

ليتني خلقت عبثًا

ليتني لم أرى شقذقتي تمنع من ممارسة تعليمها، ببساطةٍ حرم عليها أن تدفع مبالغ باخسة الثمن .....

ليتني لم أرى صغيرتي تدفن لتصبح عظامًا خفية لكنها ستذهب، لجنانِ اللهِ

الأبدية

ليتني لم أرى أبي يصاب، بالخذلان

ويا ليتني، كنت ترابا...

اليوم في تمام الساعة السابعة والنصف من الكأبةِالتي قسمت أن لا تفارقني ما حييت

تأكد يقيني واعتقاداتي أن مجتمعنا يعيث بالفساد لأنني رأيت مهندس طيران يعمل بكلِ آسفِ ببقالةٍ

ولا أضع أي تثريب على أبناء جيلي

لأن حلمهم الوحيد أن يغادروا البلاد وييهاجروا إلى موطنٍ آخر

ولعمري لأهجرن البلاد

رباه

اللهم لعنتك على الفاسدين

ألا لعنة الله على من جعلونا ضحية أفعالهم

ألا لعنة الله على من مثلوا على أنفسهم حق الحماية والرعاية

ناجيت الرب كثيرًا وأتت نجاته على هيئة خليلتي

لأضاجع بالكحل رمشيها

وجمال شفتيها وخصلات شعرها سوداوية اللون جميلة المنظر

كأنه جدولٌ يكسب الكثير من الرونق والأمل وها أنا استيقظ بكلِ فخرٍ وأملٍ وبدل حرف اللام مع صديقتها الميم فاستبدل الألم وأصبح أمل

لكن فؤادي ذبل بنكهة الجفاف وها أنا من منصتي، هذه أعلن أنني أصبحت بلا رقم وحبيبة

وها أنا ازآن

بكلِ عنفواني وجبروت حروفي

أعلن أنني مستعد لفقدان الجميع مقابل المرحلة الثانوية لكي اصعد وأجذف بخياشيمي بين بحور العلم وتحقيق الحلم

أما الان

حقًا.. قد جف نبض قلمي وارتطم حرف حلمي...

ودمتم سالمين..



تم عمل هذا الموقع بواسطة