كيف نكسر جدار الصمت؟
أرفعُ نظري لسحابةِ الإحتمالات، أرى الطريق بعيدة وأنت أقصى إحتمالاتي، مطر يهطل من عيوني الآن يُغرق الفؤاد، عبثاً أحاول مناجاة قلبك لكنه جحَدَ وتَبَرَّأَ مني، الإحساس المُنطفئ فيك بهدوءٍ مقيت يسلبُني طاقتي ويستخفّ بحواسي المشتعلة، وقربك الغائرُ جداً يتعبني ويجرّدك منِّي، إهتمامك الأفيك يُثير غيضي، يفيض بي الكيل وكأنّ جميع لحظات ضعفي تتجمع لتولد قاطبةٌ من النوائب هنا في يسار صدري،
وحيدة رغم وجودك في حياتي أو بالمعنى الأصح وجودك المرئي، هل أتعبك حبّك لي أم أتعبك حبِّي لك، لم أجد تفسيرا مقنعا لمشاعرك وتصرفاتك، أريد أن أقسو حقا لكنّ الوهن طغى على قلبي الساذج، خدشته خدشا عميقا ذبحني وترك شرخا فيه، ليته يتكلّم ويصرخ كلّ آهة كَبَتُّها في صدري بألم، وكلّما هممتُ للمضي قدماً توانَى وإِحْتجّ متشبتّا بك وأنت لا تنفكّ عن ردعه و تُهَشِّمه إربا إربا بإمْتِهانك...
أجثو على ركبي لألملم شيئًا مماتبقى من شتات قوتي فأنا الآن فارغة تماما، لكنّي جفلتُ وتوجّس فؤادي خيفة، أعيش صراعا عويصًا بين عقلي وقلبي كانت نتيجته الرحيل...
وتضج بالتالي الذكريات ، وتهيج بنا أحلامنا القديمة ، وتستيقظ منا كل تلك الأماني الصغيرة .. كل هذا العبث اللامنتهي والغير قابل للفناء ، يجرجرني خلفه في رحلته الخالدة عبر الزمن , عبر الوجع , عبر حكايا الغرام العجيبة
وأنا هنا
وأنت هناك
وبيني وبينك كل البحار , وكل الحروف ، وتفصلني عنك كل العيون , وكل الوجوة الغريبة
ها هو مجددا يسقط جسر الوصال بيننا، ها هي آنت ساعة الفراق لكنّ هذه المرة بكلمات مختلفة وبحرقة لاذعة، اليوم من جديد مكسورة الخاطر مجروحة الجنانِ، أعي أن الأمر معقدا قليلا لكنه سيمضي...