في كوخها المتواضع المليء
بالذكريات شرعت سارة تكتب رسالتها المعتادة بمحبرتها الخاصة التي تحتوي على مدادٍ من قلبها .. كتبت وكتبت وكتبت .ثم أخرجت قارورة عطرها الخاص لتعطر تلك الرسالة فتزيد من جمال كلماتها جمالا
فذاك العطر ممزوج بذاكرة الحب والشوق وأجمل الذكريات .اختارت مغلفا يختلف عن سابقيه من المغلفات فلقد أيقنت أنه سيصل هذه المرة وسيقرؤه وستؤكد على ساعي البريد أن يضعه برفق بين ثنايا حقيبته وأن يوسع بكلتا يديه له حتى يجلس بين تلك الرسائل مرموقا مختلفا
ارتدت ثوبها المزركش وتقلدت ياسمينها وخرجت من كوخها مسرعه عندما سمعت صوت جرس ساعي البريد فرنين دراجته يقع دوما على مسامعها كألحان ناي في إطلالة الصباح
وبعد تحية الصباح أوصته برسالتها .. وسالته إن كان هناك بريد باسمها متأملة منه ردا
لكنه أومأ برأسه وقال لها : لعل الرد سيكون قريبا بعد رسالة اليوم
لم يشأ أن يؤلم قلبها الرقيق .. كان في كل مرة يأخذ رسالتها يود إخبارها بأن رسائلها تلقى في البريد المهمل لمن تنتظر منه الرد .. لكنه أراد لها ان تبقى على ذاك الأمل الجميل في عودة من تنتظر .. فأحيانا انتظار الأشياء التي نحبها جزء من الأمل حتى ولو طال الانتظار . فالصبار يزهر لكن بعد طول انتظار