رسالة إلى جــدّي :
جــدّي أنا مـريـم حفيدة من حفيداتك الكُثر التي لم تراها وتمنَّتْ أن تراك لِتُقبلَ يديّكَ وجَبْهتك ، أما كنتَ تتأخر بضعة سنين لتشهد ميلادي وتُأذن لي في مَسْمَعِي !
أيَا تُرى سيعجبكَ اسمي أم أنك ستعارضهم على هذا الاسم، إنه جميلٌ توافقني الرأي أعلم ذلك، "جــدي" كم تمنيت أن أتلفظ بهذه الكلمة، وأن أستمعَ لحكمتك المفضلة التي تقولها بمناسبةٍ أو بلا ، كم تمنيتُ أن أشردَ في تجاعيدك أَتَساءلُ عن جمالِ ملامحِكَ في شبابِكَ وأقول لكَ بسذاجةٍ أن تخبرني بقصةِ حُبّك مع جدتي، لترفع عُكازك المبارك تؤنبني فيه تُدَارِي خجلك تحت حجة قلة حيائي لتصلك ضحكاتي بأني سأجعلُ جدتي ترويها لي وسآتي أقصها عليك بشقاوة ، جدي إنني أشعر باليتمِ من نوعٍ آخر حقاً يا جدي صدقني بأن هناك شقٌ يقسمُ القلبَ عندما يحدثني أحدهم عن جده ، وددتُ كثيراً أن آتيكَ بدرجاتي المتفوقة وتعطيني اكرامية بضعة دنانير ، وتشيد لي بأهمية العلم وأن أتمسك بدراستي رغم انك لا تحفظ سوى الفاتحة و المعوذات ،تمنيت كثيراً أن تزعجني بطلباتك المتكررة، بابْريق شاي دون سكر، بتعزيل غرفتك، بغسل ثيابك، بقراءة الجريدة لك، تمنيت أن أستمع لدعواتك الكريمة لتشعرني براحة عجيبة، تمنيت الكثير جــدي لكني لم أحصل على ذكرى واحدة معك، لن تقرأ رسالتي أعلم ذلك ولكني على يقين بأن أدعيتي تصلك فهي تندمج مع حبات المطر لتقبل ترابك وتلامس روحك ، أنار الله قبرك بنور لا ينطفىء وجَعَلَ قبركَ روضة كرياضِ الجنة، وجمعني بك في عِلِّيِّين "