شغف...


كانت الساعة الواحدة صباحا لا أدري ما السبب الذي جعلني استيقظ في هذا الوقت المتأخر 

نظرت الى النافذة كان الجو هادئ جداا صوت الليل السماء صافية بعض الشيء مع وجود بعض من الغيوم المتفرقة واعدادا من النجوم المختبئة والقمر يظهر تارة ويختفي تارة كانت هذه الليلة المناسبة لي كي أمارس طقوسي الخاصة التي لم يسمح لي الشتاء بممارستها

جلست على الشرفة بعدما اعددت فنجانا من القهوة وبدأت التفكيرر.. التفكير في الشغف القديم وبين المتناقضات في المشاعر التي تأتي في هذا الوقت للإنسان ..

ربما ظننت نفسي احتضر.. لا اعلم لماذا لان في الوقت ذاته الذي كنت افكر فيه بأحلامي وشغفي كنت افكر بالموت وانه ليس لدي شيء ﻷخسره فإنه سيكون يوما ما ليكن الآن اذا

ربما تذكرت ما قاله نيتشيه: انا الانسان المحتضر يكون قد فقد في الحياة اكثر مما هو مقدم على فقدانه بالموت.

هل كنت مهزوما من هذه الحياة؟! لا اعلم ؟ 

لم أكن مريض ولم اكن فاشلا في التحصيل العلمي ولم اكن فاشلا في الحياة لماذا شعرت بالإنهزام في هذا الليلة بالتحديد في ربيع هذا العام الذي يترافق مع بلوغي ربيع عمري ايضا 

ماالذي يدفع شابا في هذه المرحلة من العمر بالإنهزام ..

رغبت في الوداع بصمت دون انا يدري بي احد او يحزن من أجلي أحد اردت الوداع واصطحب كبريائي معي

فالرحيل امر حتمي لن يحول دونه احد وإن كلا منا مشروع جثة مكتملة ويحمل موته معه

وما دامت حياتنا في هذا العالم البائس كما هي فالموت على الأرجح هو أول مرة نتذوق فيها طعم الحرية اﻷبدية.

كم ارغب لو تنفهم هذا الشيئ في حياتنا ولنكف عن بكاء موتانا ولنبك هؤلاء الذين يولودن لإننا سلفا مهزومون أمام جبهة الموت المجهولة، التي لم  يعد احد منها ليخبرنا عما يحدث هناك

سكة الموت مجهولة إذا.. لكن سكة الحياة نراها نستطيع ان نمشيها ونخطيها ولكن لا يجب ان نسمح للقطار ان يفوتنا في شيء

شغف كلا منا وأحلامه هي السكة التي يجب أن يمشي عليها قطاره ربما يحقق تلك السعادة المرجوة قبل ان يرحل عن الحياة 

الإيجابية هي السبيل الوحيد لكي تسطيع ان تعيش هذه الحياة رغم صعابها ومشكلها وشغفك في الوصل هو سكة النجاة...



تم عمل هذا الموقع بواسطة