لينتشلني أحدكم من هذا الإزدحام !
فالمكان ضيق
والهواء مليء بالغبار
والضجيج يضايقني
وأصبحت على عجلة كبيرة من أمري
أُريد الفرار ، فما هي إلا دقائق معدودة ، وتأتيني الذكريات ولتأخذني لعالمها الجميل والقاسي ، اللين والشديد ، الغبي والذكي !
إريد الهروب من هذا المكان فحسب !
ولكن لا سيارة خاصة بي لتُقلني لوجهتي المحددة ، ولا سيارة أجرة يرميها القدر لي ، لتأخذني معها
وكأنني بالصحراء ، بغابة كثيفة ، أشعر وكأن جميع الليالي الآتية شديدة الظلام ، عمياء العينين ، بكماء لا تقدر على التفوه ولو بكلمة واحدة لتخفف عني !
بقدرة عجيبة أتخلص من هذا الموقف السيء الذي وضُعت به ، وأستيقظ من كابوسٍ حزين ، وتعانق عيناي سقف الغرفة ، وحركة أطرافي مشلولة بعض الشيء أظنها ما زالت تحت تأثير ذلك الكابوس اللعين ، بعد دقائق أقف على قدماي ، أتجول في أرجاء البيت ، لا فائدة من وجودي هنا ، لا راحة أجدها ، أتجول في البيت باحثاً عن شيء ما ، ولهذه الساعة ما زال ذلك الشيء مجهول ، ربما كان حلمٌ جميل وأحيانً أخرى طريقةٍ للهروب إلى ما وراء الشمس !