(فناء)


 أقلبُ صفحات  القدر أو ربما هي صفعات لا بصفحات  الصفحة الأولى غير مفهومة، والثانية فارغة، والثالثة  كُتبت من قبل طفلٍ يتعلمُ الكتابة لأول مرة، لاشيء مفهومٌ فيها وكأنها طلاسمٌ ، وكل حرفٍ منها مكونٌ كلمة واحدة ،الفنااء لاشيء سوى الفناء ،و من ثم...... الرابعة ،والخامسة ،والسادسة ،والسابعة والعاشرة ،وصفحات كثيرة بعدها كلها مصابةٌ بالركود

لا تحمل أية أحداثٍ ملفتة وكأنها صفحات لشخص قد فقد ذكراته  لايخطر على باله سوى بعض الأسئلة  من أنا ؟ أين أنا؟ من أنتم، ....

 وبعد الكثير من قلب الصفحات تأتي الصفعات،الطعنات، الخيبات والكثير، الكثير .....

 أقدس هذه الأحداث، ففي فوضة هذه الأحداث إلتقينا وأفترقنا ، إقتربنا ،وإبتعدنا، كم كان القدر وليفً وحليفً لي وكأنه يعطف على قلبي بوجودك ،وبقربك ،ومن ثم يصبح الصديق الخائن  فيفرقنا بعد أن جمعنا بصدفة سينمائية التحضير، شرفة تقابل شرفة والكثير من الحوارات عن طريق التواصل بأعيننا وبصمت تام وإبتسامات ٍ بعيدة والكثير من الأحداث.....

والمخرج  لم يخطط لنهاية سعيدة  ....

 ومن ثم لا نقابل من بعضنا البعض سوى الخيبة ، سوى الألم، الفراق ، الفتور ، ومن ثم  نعود للصفحة الثالثة "فناء" !...

سؤال واحد وإجابة واحدة  أنتظرها منك أو من ذلك القدر المسموم ،  هل حقا أحببتني؟ 

قل أننا أفترقنا لأن والدك أراد ذلك ،أو أنك تمر بظروفٍ صعبة تُحتم عليك الفراق ، قل أي عذرٍ ،من تلك الأعذار التي تقال إختلقها، إفتعلها، لكن إياك أن  تقل بأنك لم تعد تشعر بشيء ... كيف يحصل شيء كهذا ؟ كيف لطفل عاش في أوردة قلبي واعماق روحي أن يتركها ويمضي أن يتناسى بماذا أخبرته خفية عني ...!

قل أي شيء كأن تقول بأن حياتك فارغة وتأن من الوحدة....

قل أنك تفتقدني ، تفتقد جنوني ، ألم تقل بأن، القدر حليفنا

الازلت تظن ذلك ؟! أتعلم لقد بدأت أكذب نفسي ،  وعقلي ، وقلبي ، وأقول  بأنه كان  حبٌ وأنك ستعود يوما، وأن هنالك صفحة لم يكتبها القدر بعد .!


تم عمل هذا الموقع بواسطة