جالسة.. حائرة
بمقهى شبه معزول
تنتظرُ خطيبها
سيمفونية بتهوفن الشهيرة
يصاحبها فنجان قهوة
وهاتفها الذي يُضاء كل دقيقة
لتتنبّأ عما جرى معه
لكن.. دون جدوى
أخبرها بأنه قادم خلال نصف ساعة
ومضت ساعتان
ولم يأت
أصبحت في حالة ثوران
أفكارٌ تحيط مخيلتها من كل ناحية
لتعلن ثورة وتستفيق
من أمل مستحيل
هاتفهُ تغير من "عدم مجيب" إلى مغلق
وفجأة.. ثارت أعصابها الحائرة
وخرجت مسرعة باكية
إياباً إلى منزلها
والشتيمة في فمها
وصلت منزلها العتيق
مجيبةً عن سؤال أبيها القلق
كان غداءً مميزاً
ولت فراراً إلى غرفتها
تمالكت أنفاسها شهيقاً وزفيراً
وفجأة
رن هاتفها
تحولت إلى ثائرة
عندما رأت خطيبها المتصل
ردت بصمت
كأنه صوت غريب
يقول لها.. لم لا تجيبي
قالت نعم.. ماذا تريد؟
قال أنت من تكرر اتصالاً
على هذا الهاتف
وظننت أنك الأقرب
أريد أن أقول
صاحب الهاتف !!
صرخت بصوت عالٍ
من أنت وماذا جرى
بصاحب الهاتف؟
" قُطع الإتصال "
........
من كتاب أشواق على ورق