كتمان


في كِتْمانِ الدُّموعِ و أَنينِ البُكاءِ، تَخْرُجُ شَهقَةٌ مِن جَوْفِ أَوْجاعي، تَتَخَبَّطُ في جُدرانِ غُرفتي،

تُمزِّقُ ستائِرَ نافِذَتي،

تُحَطِّمُ مِرآةً بَكَيْتُ أمَامَها،

شهقةٌ أُخرى...

زَلْزَلَتِ الأرضَ، أعلَنَتِ الحربَ،

دمَّرَت حَياتي، بَعثَرَت كَياني،

طَرَدَتِ النَّومَ عن جُفُوني،

رَسَمَتْ عَلَى كُفوفِ يديَّ كَلِماتِ الأَحزانِ بشرايينٍ مُتَجَلِّطةٍ كادَت تَتَقطَّعُ مِن فَرَطِ حُزُني،

و كأنَّ حُجْرةَ رَأْسي كانتْ معبدًا للأَحزانِ.

كتمان ٌ، كتمانٌ

كانَ شيئًا ما يربِطُني بهذا اليَأسِ،

خِيطَت شِفَاهِي لِمَنعِي عنِ التَّكَلُّمِ، تَكَسَّرَتْ يَدايَ لمنعي عنِ المناجاةِ، تَرَبَّطَت قَدَمايَ لِمنعي عن  الهروبِ، كَدماتٌ على قلبي تُوجِعُهُ لِتُدْخِلَهُ بِأَعماقِ الغصَّةِ لِيتَحطَّمَ قَلبي، و يُصبِحَ أَشْلاءً صَغيرةً عَجِزتُ عن لَمْلَمَتِها.

عندَ حَبسِي لِدُموعي تُصْبِحُ عَينايَ كالبحرِ،  فَيا هذا تَعَمَّقْ جَيِّدًا، أُنظُرْ إلى عَيْنايَ و سَتَرى كلماتَ الأحزانِ تَغْرقُ في بحرِ دُموعي لِتفيضَ بعدَ حَبسٍ طويلٍ لِتُغرِقَ ما هبَّ و دَبَّ أَمَامَها.


تم عمل هذا الموقع بواسطة