مرحباً يا ياسمينتي!
هل تعلمين كم يبلغ عمري الآن؟ 24 شتاءً.
نعم لقد كبرت دون أن أشعر، لم يرق لي ذلك، عمري يهرب مني، في كل ليل ونهار يشهد علي القمر وتشاهدني الشمس، ومازلت أعتني بكِ، كقطعةٍ مني، أداريكِ أسقيكِ وأحميكِ، لستِ أبداً مجرد شجرة خضراء، بقدر ما كنت كأمي وحبيبتي، منذُ الصغر وأنتِ توأمي، أتعلمين ماذا؟؟ حياتي أصبحت أشبه بكِ تماماً، أقضي معظم ليلي مُستيقظ أكتبُ خواطري وأشعاري، وأنتِ كذلك، من نافذتي أشاهدك يقظة وبياضكِ الناصع يلفت انتباهي، وحتى أغصانكِ تتمايل، وكأنهَا تشيرُ لي بشيء ما، هل تواسيني؟! أم تتضامني معي! لدي احساس ومشاعر تجاهكِ بأن سعادتي هي سعادتك، فعندما أعود من امتحاناتي أراك نضرة وجميلة ويفوح عبقك كغير العادة، وعندما أكن غاضباً، أشاهدكِ تتراقصين محاولةً اقتلاع جذورك، وكأنك تريدين الهروب من أمامي كي لا تغضبيني أكثر.
أسامر ليلي الطويل معك، أجدل عقد الياسمين لحبيبة مازلت أنتظرها، أحاول رسم ملامحك البهية على ورقة بيضاء بقلم أخضر، لقد أصبحت أغلى شيء في حياتي وكنزي الغامض، أنتِ الطبيعة في لحظاتي الصحراوية، والرطوبة في ساعات الجفاف، وهذا ليس غزل، بقدر ما أشعر به.
أقطع عهوداً ووعوداً لك بألا فراق إلا معك ولا ابتعاد إلا وأنت الحقيبة والبوصلة، يا من كنت الأوكسجين حينما تضيق بي الحياة نفساً، وكنت الملاذ عندما تصعب علي المشاكل، أبوح إليك بها، ونجد لها حلولاً سوية، أريد منك أن تنسجي لي حفلة زفافي من الحلي الذي تترصعين به "عقد خاتم وثوب" فأنت مهجتي وقبلتي، لك أكتب خاطرتي هذه، وقبل أن أنتهي سأخبرك سراً، في كل نص أنهيه ألصق توقيعي بكِ، كيف؟ أضع زهرة ياسمين بدل توقيعي عند أسمي المتواضع في نهاية كل نص، كما فعلت الآن.