أن تصاب بداء وانت لا تدري ماذا يعني الداء بذاته ؟
اعتقدت بأن تلك الحبوب البيضاء التي بانت على جسدي نجوما جاءت محلقة من السماء لكي تحتويني، يقولون علينا أن نؤمن بما يقوله الأطفال عله يكون حقيقة ، لكنهم لم يكونوا على صواب هذه المرة ، بل كان جسدي يحترق بلهب من الدماء ، في كل ليلة كان النوم يهرب مني ، كنت أحلم ولو بليلة واحدة تمر بأمان ، دون الشعور بالقشعريرة ، دون احكاك جسدي بأظافري المؤذية ، دون سيلان الدماء من جسدي ، جميع الأطفال في كل تلك البيوت المجاورة بت أسهر على راحتهم ، ليت واحد منهم سهر على راحتي أو ربما أبدل معي ولو لليلة واحدة ، كدت لا أبغي غيرها قط ، أن يغلبك النعاس ولكن ليس بمقدورك أن تنام ، أن تقاوم عيناك علها تغفو ، ليال من العذاب ، نفذ مياه نهر عيناي من نزف البكاء ، أتعلم ما هو أصعب احساس يحس به الانسان أن يشعر بالشفقة على حاله ؟
سمعت أمي تقول : بأنني طفلة ربما لا أشعر ، لكنها كانت تكذب ما يخطف تفكيرها ، أمي جعلت من نفسها دواء لكي تحميني من رعب الليالي المعتادة ، لكنني أكره الدواء ، أكره وحش الدواء (الطبيب) وتلك الرائحة التي لا تغادر المشفى ، لا أكرهها فقط بل أرتدي الخوف ، الخوف من الذهاب الى المدرسة ، من الخروج الى الشارع ، الخوف من أسئلة من لا علاقة له بذلك ، أسئلة الناس الموجعة ، كذلك هم البشر اذا ظهرت أمامهم بمظهر مباغت ، يبدؤون باستفساراتهم التي لا تطاق ، هلا تنظرون هذه حبوب ؟
تبغي ان تصرخ في وجوههم ولكنك تبقى صامتا لأنك تشتعل بوجعك من الداخل ، عامين لم أذق بهما العسل ، أكثر ما اشتقت اليه النوم ، الأم هي الدواء لكل داء ، ليس كل شعور يسكننا مؤبد ، فقط علينا أن لا نؤمن بتلك القواعد ، علينا مقاومة الشعور 💛