سمعتُ الكثيرَ عن المعاركِ التي يخوضها الناسُ بين قلبِهم و عقلِهم.
و لكنني لم أكن يوماً مِن هَولاء الناس لقد كنتُ دوماً أظنُّ أن عقلي هو المسيطرُ دوماً و كنتُ سعيدة بذلك.
و لكنني أدركتُ الآن أنني لم أكن أحملُ في داخلِ قفصي الصدري سوىَ جُثةِ قلبٍ لم يَحصُل على مراسِمِ الدفنِ الذي يستحقُها.
و لِذَلكَ كان عقلي هو المنتصر في هذهِ المعركةِ غيرِ المُتكافئة.
و لكن جِئتَ أنتَ و استطعتَ إختراقَ قُضبان هذا القفص و إعادة إحياء نبضهِ.
هُنا حَلت البِداية هُنا بدأ إلتقاء عالمي الخاصُ مع ذَلك العالم السحري الذي أجهلهُ و إشتعلت المعاركُ بين جيشينِ هُما من أشد الجيوشِ بأساً جيشٍ يحتلُ النصفَ الأعلى من رأسي و الآخرُ يَحتلُ النصفَ الأيسرَ من صدري.
و كِلاهُما يَحتلاني و لا أملكُ حريةَ التصرفِ أو الأختيارِ دون موافقتهُما و لكن و كما تعلم لم يستطع أي من هذا الجيشين الإتفاقَ مع الآخر أبداً.
لذلك كُنت تراني دائماً واقفةً في المُنتصفِ و لا أجرؤُ على إختيار طريقٍ لأسلكهُ.
لذلكَ كُنت أطلبُ الرحيلَ و لكنني أُريدُ العودةَ.
و كنتُ أرغبُ أن أعيشَ معك اللحظة دون أي تفكيرٍ و لكنني لم استطع التخلص من خوفي تِجاهِ مستقبلاً أعلمُ أنه سوفَ يخلو منكَ.
و لذلك كُنت حَزينةٌ مَعك و حَزينةٌ بدونكَ.
و تراني استسلمُ لك تارةً و أقاومكَ تارةً أُخرى.
وددتُ أن انجرفَ مَعك و لكنني لم أستطع التوقف عن التمسكِ بالحافةِ.
نَجحتُ بجعلكَ ترحلُ الآن و لكنني فَشلتُ بقتلِ قلبي مرةً أخرى و ما زالَ ينبضُ بِكَ.
أتعلمُ مدى صعوبةِ ما أشعرُ به كيف لي أن أُقنعَ عقلي الآن أن يتقبل فكرة إمتلائي بسرابكَ.
أو أن أجعل قلبي يتنازلَ عنك بعدما أعدَّ له الحياة.
و ما زال كلاهُما يتصارعانِ لإنقاذي من نفسي.
ما زلت تسكُنني و لستُ أفعل سوى محاولةِ طردكَ مِن داخلي دون جدوى.