همسات حنين متأخرة.


في لحظة رحيلك، وعندما اغتصب الجفاء حُبنا، كان من المتوقع أن أجلس وراء شاشة الهاتف لأبكيك وأن أصاب بجنون صارخ، لكنني ذرفت دمعتين فقط، دمعتين والقليل من الأحداث التي أصبحت ذكريات في غصون دقائق.

 وعود السنوات أصبحت يتيمة ونهاية جلّبة أمحقت قصتنا وجعلت منها نقطة سوداء في عالم الحُب.

ذرفت دمعتين إلى يومنا هذا، لكنني الآن وبعد مرور كُل هذا الوقت أنا أبكيك! وسط هذا الديجور أعاشر ضعفي لأعيش في عذاب من اللاشيء.

كُنت أمضي بنمط شائع، لكنني لم أكن أقصد أن نفترق حقًا، كنت أراهن على مكانتي في جوفك ليس إلا، لم أكن أمضي لأتواجد هُنا، في هذهِ المقبرة دونك!

أخاف الظلام يا نور القمر، أبحث عنك طوال الليل وأوضب ذكرياتنا في ذاكرتي لأنثرها على جدران حجرتي، لأجثو على ركبتيّ أغوص في فشلي الذريع.

أود أن أقول لك الكثير، الكثير الذي لم أقله لحظة وجودنا، الكثير الذي يتغذى على روحي بكل هدوء وغضب.

السماء والشتاء، أصبحت أتلعثم عند عناقهم، أتكور حول نفسي راجيةً من الودق التوقف، أخاف أن تسقط من قلبي إن استمر! لا أعلم ما الصلة بين قلبي والودق ولكنني أخاف عليك من برد الرياح.

أغرق بك، أنك بحر لُجَّيٍّ وأنا لا أجيد السباحة بعد، روحي ممتلئة بتفاصيلك وهذا ما يزيد قلبي لوعة.

هل شرودك يجمعنا يا نور القمر؟ يجمعنا تحت ظل شجرة اللوز تلك لتدندن لي أغانيك الحنونة، شجرة اللوز التي مُنذ فراقنا والخريف يجتاحها، إذًا تعال لأجلها لا لأجلي.


تم عمل هذا الموقع بواسطة