ليل غريب جريح
مظلم بلا مصابيح
فيه عطر الموت يفوح
رائحة الليل عفنة
فيه الأرق يعوي
الأحزان تتفجر من تحت الوسادة
تخلف حمما من بنات العين
تركل بعضها بعضا
بلا شفقة
ملمس الفراش خشن
كقميص مطرز بالأشواك
يغر ناظره بأن الدفء يعتريه
ما علموا أنه يوخز
يدمي الجلد
انتفضت من مكاني
علني أهنأ قليلا
صادفني عجزي
كلص من تحت الباب
يترصدني سرا
يريد أن ينقض عليا
يدرك أن لا حول لي ولا قوة
أن باب الصبر صار مفوهاً
أن الفجوة قد كبرت
وصار محالا أن تسد الفجوة
عدت لمكاني
صمتت لأخفي هشاشة قلبي
جلست على حافة الدمع
إنزويت أهدهد على كتفي
كي لا أبكي ذلتهم
لم يبقَ شيء لم يسرق
بات للجرذان قصور
بعدما كانت تحفر الجحور
لتتخفى من الظهور
مات الحق وعلا صوت الباطل المأجور
لم يبقَ شيء ليسرق
سرقوا أحلامنا
سرقوا حضارتنا
دنسوا مقدساتنا
إغتالوا شمس بلادي
إقتلعوا زيتون
وشجر بلادي
إغتصبوا الدين والنسب
سقط أشراف القبيلة
إغتالوهم وخانوهم كالنساء
ثم أقاموا لهم عزاء
تولى أراذلها المقام
وبقرارات حمقاء
سلمونا لكذبة تدعى الحراك
حين سألت أين حقي
إعتقلوا الحرية
وعلقوها في ساحة إعدام
ناديت أيا سادة قومي
مزقوا قيد عنقي
فكوا عني الأغلال
بسطت رجائي وبي بصيص أمل
صرخت مرارا وتكرار
لا حياة لمن أنادي
ما بقي في موطني رجال.
📝حياة آية برياح.